خطبنا رسول
الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال: يا
أيها الناس اتقوا هذا الشرك، فإنه أخفى من دبيب النمل، فقال له من شاء الله أن
يقول: وكيف نتقيه وهو أخفى من دبيب النمل يا رسول الله؟ قال: قولوا: اللهم إنا
نعوذ بك من أن نشرك بك شيئا نعلمه، ونستغفرك لما لا نعلمه
قال ابن القيم: فلذلك لا تصح التوبة إلا بعد معرفة
الذنب، والاعتراف به، وطلب التخلص من سوء عواقبه أولا وآخرا.
فمثلا عندما أعصي الله يأتيني شيء يقول لي إنك تفضل
المعصية على الله وطاعته، أو أنك جعلتها ندا لله، وذلك لأنني أكون سعيدا بالمعصية،
ثم أتذكر الله ومراقبته، وأحس أن قلبي يبغض ذلك ويفضل المعصية، ثم أحقق مع نفسي
وتتتابع الاتهامات بيني وبين نفسي. كذلك عندما يقول لي أبي اذهب واشتر لي الدخان،
أتذكر الله، ولكني أعتذر لله وأقول له: لا أريد أن أتخذ إلهي هواي، ولا أن أجعل لك
ندا، بل أنا لا يوجد عندي جرأة أن أقول لأبي لا، ولا أحب أن أدخل معه في نقاشات.
فهناك كثير من الناس يمر معهم هذا، فهل عندما أقول كما علم الرسول صلى الله عليه
وسلم أصحابه يذهب عني الشرك كجعل الأنداد لله واتخاذ الهوى إلها من دون الله.{ قلت المون يريد ابن القيم أن يقول أن الدافع لأي معصية هو
الشرك بعينه لأنه لا يخلو أن يكون طاعة لله أو لغير الله فإن كان لغير الله فهو
الشرك بعينة وهو المقصود بقوله تعالي إن الله لا يغفر أن يشرك به وضل من قال شركا أصغر أو شركا أكبر فالشرك كله ملة واحدة بشرط العلم والتعمد
وحنذاك يكون ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء هو التوبة من هذا العصيان الذي دفع اليه هوي النفس أو الشيطان أو النفس ذاتها وهكذا يريد القول بأن المعاصي كلها إشراك بالله عندما يتوفر فيها العلم والتعمد وانعدام الاكراه او الاضطرار } }
ولكنه لا يحكم في الظاهر به كمشرك لان التوبة معروضة للمؤمن ثم يقول :
وماذا عن
الأمور المماثلة التي عملتها ونسيتها أو عملتها وأنا في شك من أمري هل قصدت أم لا؟
ولا سيما أن ابن القيم قال كما في أعلاه لا تصح التوبة إلا بعد معرفة الذنب
والاعتراف به، فكيف أعرف وأعترف بذنب عظيم كتلك التي ذكرتها في حالة نسيان هذا
العمل أو الشك أني عملته، فإذا قلت كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم هل يذهب عني
ذلك كأني تبت من التي نسيتها وأشك أني عملتها. كذلك هل ينطبق ما قاله الرسول صلى
الله عليه وسلم على كل ذنب عظيم اقترفه الإنسان كمن كفر ونسي أو شك بكفره، وقال
اللهم إني أعوذ بك أن أكفر بك وأنا أعلم وأستغفرك لما لا أعلم. فهل هذا يعتبر توبة.
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله
وصحبه، أما بعد:
فالمراد بالشرك الخفي الذي هو أخفى من دبيب النمل
كالرياء، وما يكون من حلف الرجل بغير الله، أو قوله لولا الله وفلان ونحو ذلك،
والشرك فاحذره فشرك ظاهر وهو اتخاذ الند للرحمن.
يدعوه أو يرجوه ثم يخافه ذا القسم ليس بقابل الغفران.
وقال شيخ الإسلام في شرح العمدة: قال صلى الله عليه
وسلم: الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النمل وفسره بالرياء. كما جاء في الحديث :
" من حلف بغير الله فقد أشرك " وفي الحديث : " الشرك في هذه الأمة
أخفى من دبيب النمل "
وسمي الرياء : شركا . وتأول ابن عباس على ذلك قوله
تعالى: وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُون [ يوسف :
106 ] قال : إن أحدهم يشرك حتى يشرك بكلبه : لولا الكلب لسرقنا الليلة ، قال تعالى
: ( فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء
رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا
( [ الكهف : 110 ] .
وقد روي أنها نزلت في الرياء في العمل . وقيل للحسن :
يشرك بالله ؟ قال : لا ؛ ولكن أشرك بذلك العمل عملا يريد به الله والناس ، فذلك
يرد عليه . انتهى / والله أعلم.
قلت المدون
يقول الله تعالي في الآية { إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ
أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ
بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا (48)/سورة انساء} يعني لا يغفر أن يُعصي طاعة لغيره فالمعاصي ومنها الشرك قد يطاع بها الشيطان او النفس او الهوي من دون الله فحينئذ يتحقق الشرك لكن هذا الشرك يتحول الي الكفران الظاهري اذا جاهر به فاعله جهار المرتدين ودون ذلك فهو مُقبل في آخرته علي الاشراك الفعلي ان لم يتب منه قبل موته واصر عليه
وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا
تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا
تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (115) إِنَّ اللَّهَ لَا
يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ
يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا (116) إِنْ يَدْعُونَ مِنْ
دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا (117) لَعَنَهُ
اللَّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا (118)
وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ
آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ
يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا
مُبِينًا (119) يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا
غُرُورًا (120) أُولَئِكَ
مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلَا يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصًا (121)
/وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ
عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى
أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ
(121)/سورة الانعام
/ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا
يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ
فِيهَا خَالِدُونَ (26) وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ
بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ
كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا أُولَئِكَ
أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (27)/يونس
فهناك فهمان للاية لا ثالث لهما :::
الاول في مفهوم النفي نفي المغفرة مطلقا من عبر
مقيدات يفهم علي ان من يشرك به فلا يغفر له أبدا لمجرد ان يشرك به
في هذا المدلول معارضة كبيرة تحيل الواقع الي مستحيل
لان بفهمه هكذا فإن من اشرك مرة اغلقت في وجهه كل ابواب المغفرة وابد الدهر وهو
متعارض مع أن الله تواب علي من تاب ويغفر لعباده الذين أسرفوا علي انفسهم لدرجة
القنوت من رحمة الله كل ذنوبهم شاملة الشرك به لو تابوا فلا يقنطوا
والثاني يفهم المعني في ضوء ايات المغفرة بحيث من تاب
حتي من الشرك يتوب الله عليه ومن لم يتب لا يغفر الله وفي هذا المدلول يتصف بالتي
1= كونه هو الحق 2= هو المطابق لطبيعة البشر 3= هو
المطابق لمسلمات النقل والعقل والواقع فالنقل لان الله تعالي قال ومن لم يتب
فأولئك هم الظالمون والعقل لأن من مسلماته المستقرة ان الانسان يقوم وينام وينسي
ويتذكر ويصيب ويحطئ ولا حدود للخطأ عنده ويجري عليه الشيئ ونقبضه والسبيل الوحيد
للرجوع هو التوبة عن اخطائه والشرك نوع من هذه الذنوب والمخالفات و الاخطاء والله
هو من خلقه علي هذه الفطرة فيستحيل ان نفترض أنه سبحانه يجزي من يشرك بالله بعدم
الغفران حينما يستغفره خاصة وهو جل جلاله القائل {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ
أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ
يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53)
وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ
الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ (54) وَاتَّبِعُوا
أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ
الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (55) أَنْ
تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ
كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (56)/الزمر } والشرك ذنب مثل الذنوب اذا تاب العبد
منه يغفره الله بمقتضي توبته بقي المفهم هذا وهو الحق ولو أذنب العبد كل مرة ثم
يسيغفر الله لوجد الله توابا رحيما
لا يغفر نفي المغفرة عمن يشرك به ويشرك به تعني احد
احتمالين الأول منهما هو طاعة غيره سبحانه ولو بقدر مثقال الذرة ويكون الاشراك به
هنا غير محصور في شكل معين بل قد يصل إلي شيئ خفي لا يراه الذي يأتيه مثل الرياء
والعجب وكثير من ذلك
إن الشيطان قد يئس أن يعبد بأرضكم هذه، ولكن قد رضي
بما تحقرون من أعمالكم ))
[ رواه أحمد عن أبي هريرة وأصله في صحيح مسلم]
أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ خطبَ
النَّاسَ في حَجَّةِ الوداعِ فقالَ إنَّ الشَّيطانَ قَد يَئسَ أن يُعبَدَ بأرضِكُم
ولكنْ رضِيَ أن يطاعَ فيما سِوى ذلكَ مما تَحاقَرون من أعمالِكُم فاحذَروا إنِّي
قد ترَكْتُ فيكم ما إنِ اعتصمتُمْ بِهِ فلن تضلُّوا أبدًا كتابَ اللَّهِ وسنَّةَ
نبيِّهِ
إنَّ الشيطانَ قد يَئِسَ أن يُعبَدَ بأرضِكم ، و لكن
رضِيَ أن يُطاعَ فيما سِوى ذلك مما تُحاقِرون من أعمالِكم ، فاحْذَروا ، إني قد
تركتُ فيكم ما إن اعتصمتُم به فلن تَضِلُّوا أبدًا ، كتابَ اللهِ ، و سُنَّةَ
نبيِّه
مرَّ عليَّ حديث بهذا اللفظ فما صحته؟ عن ابن مسعود
رضي الله عنه إنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ”أيس الشيطان أن يعبد الناس
الأصنام في جزيرة العرب
إنَّ الشيطانَ قد يَئِسَ أن يُعبَدَ بأرضِكم ، و لكن
رضِيَ أن يُطاعَ فيما سِوى ذلك مما تُحاقِرون من أعمالِكم ، فاحْذَروا ، إني قد
تركتُ فيكم ما إن اعتصمتُم به فلن تَضِلُّوا أبدًا ، كتابَ اللهِ ، و سُنَّةَ
نبيِّه
رواه عبدالله بن عباس ، نقله الألباني في صحيح
الترغيب وحكم عنه بأنه : صحيح
الحكم على حديث: ( الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب
النمل...)
السؤال: السائل (س)
رمز لاسمه بهذا الرمز من مكة المكرمة يقول: قال رسول الله ﷺ: الشرك في
هذه الأمة أخفى من دبيب النمل، قالوا: كيف ننجو منه يا رسول الله؟! قال: قل: اللهم
إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك لما لا أعلم هل هذا الحديث صحيح؟ ومتى
نقول هذا الدعاء؟
-01:19
الجواب:{ابن باز} لا أعلم به بأساً سنده لا أعلم به
علة، وهذا من فضل الله جل وعلا، فإذا خاف الإنسان أن يقع في هذا الشيء يقول: اللهم
إني أعوذ بك أن أشرك بك شيئاً وأنا أعلم، وأستغفرك لما لا أعلم الإنسان قد يقع في
الرياء، يصلي يرائي، أو يقرأ يرائي، أو يأمر بالمعروف، أو يدعو إلى الله يرائي قد
يقع وهذا من الشرك الأصغر، فهذا دواؤه التوبة إلى الله، ومن دوائه التعوذ بالله أن
يقع فيه الإنسان، فيقول: اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك شيئاً وأنا أعلم، وأستغفرك
لما لا أعلم .
ومن الشرك الأصغر أيضاً: ما شاء الله وشاء فلان ..
لولا الله وفلان .. هذا من الله ومن فلان، والصواب: أن يقول: من الله ثم من فلان
.. لولا الله ثم فلان، نعم
. خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال: يا
أيها الناس اتقوا هذا الشرك، فإنه أخفى من دبيب النمل، فقال له من شاء الله أن
يقول: وكيف نتقيه وهو أخفى من دبيب النمل يا رسول الله؟ قال: قولوا: اللهم إنا
نعوذ بك من أن نشرك بك شيئا نعلمه، ونستغفرك لما لا نعلمه. في الفتوى رقم: 125373
قال ابن القيم: فلذلك لا تصح التوبة إلا بعد معرفة الذنب، والاعتراف به، وطلب
التخلص من سوء عواقبه أولا وآخرا. هل قصد صلى الله عليه وسلم أنواع الشرك الأصغر
والأكبر بالحديث؟ فمثلا عندما أعصي الله يأتيني شيء يقول لي إنك تفضل المعصية على
الله وطاعته، أو أنك جعلتها ندا لله، وذلك لأنني أكون سعيدا بالمعصية، ثم أتذكر
الله ومراقبته، وأحس أن قلبي يبغض ذلك ويفضل المعصية، ثم أحقق مع نفسي وتتتابع
الاتهامات بيني وبين نفسي. كذلك عندما يقول لي أبي اذهب واشتر لي الدخان، أتذكر
الله، ولكني أعتذر لله وأقول له: لا أريد أن
أتخذ إلهي هواي، ولا أن أجعل لك ندا، بل أنا لا يوجد عندي جرأة أن أقول لأبي لا،
ولا أحب أن أدخل معه في نقاشات. فهناك كثير من الناس يمر معهم هذا، فهل عندما أقول
كما علم الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه يذهب عني الشرك كجعل الأنداد لله واتخاذ
الهوى إلها من دون الله. وماذا عن الأمور المماثلة التي عملتها ونسيتها أو عملتها
وأنا في شك من أمري هل قصدت أم لا؟ ولا سيما أن ابن القيم قال كما في أعلاه لا تصح
التوبة إلا بعد معرفة الذنب والاعتراف به، فكيف أعرف وأعترف بذنب عظيم كتلك التي
ذكرتها في حالة نسيان هذا العمل أو الشك أني عملته، فإذا قلت كما قال الرسول صلى
الله عليه وسلم هل يذهب عني ذلك كأني تبت من التي نسيتها وأشك أني عملتها. كذلك هل
ينطبق ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم على كل ذنب عظيم اقترفه الإنسان كمن كفر
ونسي أو شك بكفره، وقال اللهم إني أعوذ بك أن أكفر بك وأنا أعلم وأستغفرك لما لا
أعلم. فهل هذا يعتبر توبة.
إن الله جل جلاله
ويغفر ما دون ذلك
أن يشرك به
لمن يشاء
إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِنْ
يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا
وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا
بَعِيدًا (116)
وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ
سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ
عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا
أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (27)
لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا
يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ
فِيهَا خَالِدُونَ (26)
الفقه الخالص
الخميس، 24 ديسمبر 2020
كيف يقول الله تعالي: (إن الله لا يغفر أن يشرك به
ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء .....
وفي آية أخري يقول
تعالي (وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ
خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا /سورة الجن)
كيف يقول الله تعالي إن الله لا يغفر أن يشرك به
ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء وفي آية أخري يقول تعالي( وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ
وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا /سورة الجن)
كيف يقول الله تعالي:
(إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن
يشاء ..... وفي آية أخري يقول تعالي (وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ
لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا /سورة الجن)
2.بل كيف يقول سبحانه (إن الله لا يغفر أن يشرك به
ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء..
وهو الذي قال جل شأنه (...لا تقنطوا من رحمة الله إن
الله يغفر الذنوب جميعا)
والشرك ذنب من الذنوب
3.وعلينا لتحديد قصد الباري جل وعلا من الآية أولا بأن
نستعرض تواريخ نزول هذه الآيات مجمعةً
..........................................
1.( إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ
وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ
افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا (48)/سورة النساء /48)
ℿ
2.(وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا
تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا
تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (115) إِنَّ اللَّهَ لَا
يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ
يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا (116) إِنْ يَدْعُونَ مِنْ
دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا (117) لَعَنَهُ
اللَّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا (118)
وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ
آَذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ
يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا
مُبِينًا (119) يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا
غُرُورًا (120) أُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلَا يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصًا
(121)/سورة النساء)
وسورة النساء نزلت بعد سورة الممتحنة بترتيب
سورة الممتحنة/سورة النساء/سورة الزلزلة
وسورة محمد نزلت بعد سورة النساء، وفيها أن الافساد
في الارض وتقطيع الأرحام معاصي وذنوب هي بتقسيمة الآية من منظور أصحاب التأويل
ليست هي الشرك المقصود في خاطر المأولين ولو كان صحيحا أن الشرك لا يفغر وما دون
الشرك يغفر لنصت آيات سورة محمد علي المغفرة وليس اللعن أي الطرد أبدا من رحمة
الله وهذا يدل قطعا علي خطأ تصور المتأولين ونظرتهم لتفسير الآية علي النحو
المعروف عندهم
ففي سورة محمد بيان محكم لا ظن فيه ولا ريبة أن
الإفساد في الأرض مستحق للعن واللعن معناه الطرد أبدا من رحمة الله وهذا الإفساد
في الأرض بتقسيم الآية في ناظر المتأولين معصية ليست داخلة تحت الشرك بالله يعني
بتقسينهم مغفورة لأنها دون الشرك من وجهة نظرهم
قال تعالي(فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن
تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ {22} أُوْلَئِكَ الَّذِينَ
لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ {23} أَفَلَا
يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا {24}/سورة محمد
فأين نضع ونصنف الإفساد في الأرض ؟؟
فإن قالوا ليس مع الشرك بالله فقد أخطأوا لأن مسار
الإفساد في الأرض ينتهي إلي اللعن أي الطرد أبدا من رحمة الله فخالفوا قاعدتهم
التأويلية بأن ما دون الشرك من وجة نظرهم مغفور والإفساد في الأرض ليس من وجهة
نظرهم من الشرك
وإن قالوا هو من الشرك فقد وسعوا أسوار المعاصي ليشمل
مدلولها الشرك بالله ونقضوا بذلك قاعدتهم التي يقولون بها أن ما دون الشرك في
خاطرهم ووجة نظرهم مغفورا
وهكذا في كل المعاصي الكفر والانتحار والمخالفات
المتعمدة التي انضوت عقوباتها تحت قول الله تعالي( وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ
وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا (23) /سورة الجن)
....... والتي أخرجوها من تحت لفظ الشرك في الآية (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ
أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ
بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا (116)/سورة
النساء) وقطعوا باطلا بأنها مغفورة حسب منظورهم القاصر للآيات
ونزيد الأمر تفصيلا فنقول:
وسورة النساء نزلت بعد نزول سورة الممتحنة وقبل سورة
الزلزلة
سورة الممتحنة/سورة النساء/سورة الزلزلة
سورة البقرة/سورة
الأنفال/سورة آل عمران/سورة
الأحزاب/سورة الممتحنة/سورة
النساء/سورة الزلزلة/سورة
الحديد/و سورة محمد / التي قال
الله تعالي فيها { طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَّعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ
صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ {21} فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن
تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ
(22)أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى
أَبْصَارَهُمْ {23} أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ
أَقْفَالُهَا {24}/سورة محمد
[ قلت المدون وسورة محمد نزلت بعد سورة النساء بزمان،
فالافساد في الارض وتقطيع الأرحام معاصي وذنوب هي بتقسيمة الآية من منظور أصحاب
التأويل ليست هي الشرك المقصود في خاطر المتأولين ولو كان صحيحا أن الشرك بمفهومهم
لا يغفر وما دون الشرك يغفر لنصت آيات سورة محمد في شأن المفسدين في الأرض علي
المغفرة وليس اللعن أي الطرد أبدا من رحمة الله وهذا يدل قطعا علي خطأ تصور
المتأولين ونظرتهم لتفسير الآية علي النحو المعروف عندهم
وسورة محمد نزلت بعد سورة النساء بسورتين يعني:
/النساء / ثم /الزلزلة/ ثم /الحديد/ ثم
/سورة محمد/] وبذلك فاللجوء إلي دعوي النسخ بين آيات سورة النساء في عدم مغفرة
الشرك ومغفرة ما دون الشرك هي دعوي لم تثبت بل يجب الأخذ بكل دلالات المعاصي كشرك
وكذنوب دون الشرك
وإذن ما هي مخارج التفسير الحق لهذه الآيات ؟؟
سنذكرها بمشيئة الله بعد عدة أسطر
قلت المدون كما أن عدم طاعة الله وطاعة رسوله ليست
حسب مفهوم المتأولين من الشرك بل هي في ناظرهم مما دون ذلك ومع هذا فقد جعل الله
جزاءها هو إحباط الله لأعمالهم بإعراضهم عن الطاعة وتبين أن تصور المتأولين لهذا
الفهم تصورا باطلا
قال تعالي(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا
اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ {33} إِنَّ
الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ مَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ
فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ {34}/سورة محمد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق